
بقلم. مهندس/ عمر الهاشمي
كفانا أن تحدثنا كثيراً عن الآلام.. والجراح مازالت ساخنة والنزيف من كل أجزاء الجسم على تراب الوطن.. دعونا نتحدث عن العلاج ثم نتحدث عن النقاهة.. ثم نتحدث عن الأحلام.. ولنطوى صفحة الحديث عن الآلام.. والأوهام.
اليوم يوم الحالمين ونسمع صوتهم الخافت وسط ضجيج الصارخين الواقفين على أعتاب المسئولين الصامتين الهاتفين “حسبنا الله ونعم الوكيل” ماذا يقول الحالمون؟.. إنهم يقولون: رأيت فيما يرى النائم أمواج البحر الهادي مع النسيم العليل تضرب شاطئ من الرمل الصافى فتملأ الدنيا من الزبد الأبيض ثم تنسحب إلى البحر لتعاود الكره مرة ومرات هذا الجمال على شواطئ مصر والنظر بأخذك من بعيد حيث تلتقى السماء مع ماء البحر الأزرق.
أفق بعيد مليئ بالأسرار والجمال والهدوء .. فى هذا الجو الجميل يظهر الإبداع ويبدأ التخطيط لمستقبل باهر.. نرسم وتخطط وننفذ ونحقق الانجازات ونسعد بها فى أحلامنا أحلام اليقظة.
ويبدأ الحلم بأكبر عائق من عوائق التنمية .. التعليم.. ولن نستمع للمسئولين.. ولنبدأ بأنفسنا ونحاول إقناع أبناءنا أن يتعلموا، ستقول فوراً أنهم فى مدارس محترمة كليات وجامعة وأقول نعم يذهبون إلى هذه الأماكن لأهداف كثيرة ليس من ضمنها التعليم فالهدف الواضح الصريح هو الحصول على شهادة .. شهادة عليا ومحترمة ومن مكان محترم ومعروف.
هذا هو الهدف فماذا لو غيرنا الهدف قليلا وأصبح الذهاب إلى المدارس والكليات من أجل التعليم وتحصيل المعلومات من مصادرها الرئيسية والذهاب إلى المكتبات من أجل البحث والدراسة بشكل منهجي علمي..
والإلتقاء بالاساتذة الأفاضل المتفوقين علمياً وأصحاب الدرجات العلمية العالمية وهم موجودون بكثرة فى معاهدنا وكلياتنا..
ويتخذون منهم قدوة ومثل أعلى فى العلم والتعليم والكفاح والمثابرة على التحصيل والنجاح والإبداع وليختاروا من أصدقائهم وزملائهم المتفوقين والنابهين ويصاحبوهم ويكون هذا هو الهدف “معايشة ومصاحبة المتفوقين والراشدين”.
فقد ظهر فى أحد البحوث العلمية أن 82% من القيادات والمبدعين فى العالم الذين تمت دراستتهم قد عايشوا عديدا من الراشدين فى وقت مبكر من حياتهم وتبين أن ما يزيد على نصف الحائزين على جائزة نوبل فى العالم قد تعلموا على أيدي بعض من سبق لهم الحصول على هذه الجائزة فوجد من يقتدي بهم من المبدعين قد يكون أمراً جوهريا بالنسبة لتطوير العبقرية العلمية ولتواصل الأجيال وتطورها ومعهم تتطور الأمة وتنعم بالرخاء.
تخيلوا أن هذا الحديث ليس فى الحلم ولكن فى الواقع وأمتلأت الجامعات المصرية بمئات من أحمد زويل وفاروق الباز والعقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وفى كل المجالات وهم موجودون وبكثرة فى كل زمان على مدار التاريخ فى مصر.
المطلوب فقط أن نقتدي بهم ونسمع إليهم ونتعلم منهم ونعلم أولادنا والأجيال القادمة أن يقرأوا تاريخ وعلم هؤلاء العظماء فلقد كانوا ومازالوا العلامات البارزة فى حضارة مصر والأنوار التى أضاءت الطريق إلى كل الإنجازات والإنتصارات.
هم وليس غيرهم من الصارخين بلا وعي وبلا توقف، المتكلمين باستمرار ودائما كأننا فى مكلمة لا تنتهى وياليتهم يقولون شيئاً مفيداً ويا ليت شعري ونثري ويا ليت صوتي وصمتي ينتهي إلى هدف واضح، ليتهم يصمتون… يصمتون لوجه الله وليدعوا بعض الهواء لنتنفس ونفكر ونحلم.
هذا ينطبق على كل الأطراف على جانبي النهر.. الكاذبين والمكذبين.. المصرحين والناكرين.. الواثقين من شئ تجهله والمتشككين فى شئ لا نعرفه.
استحلفكم بالله أن تصمتوا دعونا نحلم نغفوا منكم ونغفل عنكم ونحلم بمستقبل يعيش فيه أبناؤنا غير الذي نراه الآن حياه من الطمأنينة والحرية والسلام لا كذب فيها ولا رياء..
ومازال الحلم مستمراً